محمد الدقي // أريج الرؤى
أَريجُ الرُّؤى
مَنْ نحنُ؟
إنْ ضاعتْ ملامحُنا سُدَى
_ لا شيءَ يُذكَرُ في السِّيَرْ
و مَنْ نكونُ ؟
إذا أضاعتْنا الخُطى
_ لاشيءَ يُنْشَرُ في خبرْ
يا صاحبي،
خُذْ من بواقي الذّكرياتِ نصيبَك
لتَهُشَّ عنك التّيهَ و النسيانْ
و اذكُرْ أحبَّتَك الذين تخلّفُوا
عن موعدِ التشيِيعِ
قبل الرّحيلِ
إلى حيثُ أنتَ الآنْ
هُنا يُقزِّمُك السّرابُ
فهيِّءْ من أمْرِكَ ما يليقُ
و ردِّدْ شعاراتِكَ
عند كُلِّ محطّةٍ
فلقد يطولُ بكَ السّفَرْ
خُذْ من بريقِ الذكرياتِ نصيبَكَ
كلّما أَنَّ وَتَرْ
و اغرورَقتْ عينُ الصّباحِ بدمعِها
و احْلولكَتْ فيها الصُّوَرْ
أوْتدْ وميضَ الوَجْدِ في كفِّ المَدَى
و ارْسُمْ رُؤاكَ كما تَرَى
أَنسيتَ هسهسةَ الطُّفولةِ عندما
كُنَّا صغارًا
نحتمي ببكائناعلى سورِ الخرافة كالفراخِ
تنتفُ الغيلانُ ريشَنا
فنبكي من الخوفِ الذي فينا
و نفرُّ من فخاخِها و نُبْطلُ فرحةَ الصيّادِ
أَنسيتَ درْسَ العزمِ في حصصِ التّداركِ
حينما قال المعلِّمُ :
يا مُمَزَّقُ في تفاصيلِ الهوامِشِ
هيتَ لكْ !
إنْ ضاعَ رُشدُ الرّيحِ بين فصولها
و سمعتَ دقَّ طبولها
ادّخِرْ ما طاب لَكْ
للنّمل عاداتٌ و فائضُ حلكمةٍ
تترقرقُ كالماء تَشْفي غِلَّتَكْ
خُذْ من أهازيجِ البيادرِ ما يُلخّصُ سيرةَ الفلّاحِ
كم يعشق الفلّاح أرضَهُ و المطرْ
أَنسيتَ ما كتبَ الخطافُ في رسائله:
إنّ موعدَنا الرّبيعُ
فآنشرْ أريجُ الرّؤى للشّمْسِ
تلثُمُهُ الفراشاتُ
أنسيتَ كم يستبدُّ بك الحنينُ إلى ما مضَى
خُذْ جُرعةً من ذكرياتِك كالرّذاذِ إذا همَى
تهتزّ أرضُكَ
تُنبِتُ ما تشتَهيهِ
و أنتَ تُطرّزُ كلّ المرايا الشّفيفةَ
بالبوارقِ في السُّحُبْ
للنّمل عاداتٌ لعدّ الفصولِ
و ترويضِ العواصفِ
و نسيانِ التَّعَبْ ..
بقلمي : محمد الدقي / تونس

تعليقات
إرسال تعليق