نجم الركابي // إني العراق
إنّي العراق ……………………………….
في مقلةِ الشّمس أشباحٌ مواضينا
فيضٌ تشظّى وصبحٌ …شاق وادينا
من ألفِ عامٍ مضى نبكي على طللٍ
لم يبقَ ربعٌ بهِ ……….شحّتْ مآقينا
توّاقةّ للضّحى…. شمسٌ لنا غربتْ
بينَ الربوع عبيرٌ ……..فاحَ يُغرينا
عطرٌ وكيفَ أريجُ …العطر يُنعشني
أنّى تُلاطفُ أنفاسي ………الرياحينا
أنصتْ لهمسٍ على الأطلال مُنسكبٍ
واسمع نشيدًا ….عسى تحيا أمانينا
ذي خُطوةٌ من خطى الأجداد في أثري
والنهرُ باكٍ على جُرفيهِ…….. يبكينا
أنفاسيَ اليومَ ….حرّى من أسى زمنٍ
نغفو ونصحو ….وما الآمالُ تُحيينا
إيهٍ بلادي …….أباحوكِ الألى قِصَعاً
من بعد عزّ يصيرُ ……اللّصّ حامينا
لا كُنتِ يا هجعةً .طال السّباتُ بها
حتّى استفاقَت …على أشلاءنا حينا
قد غادرتنا طواغيت …..العدا فرقًا
فينا يدقُّ بغاة ……….العصر إسفينا
جيلْ تردّى …………بآحلامٍ مُحطّمةٍ
جفّ المعينُ الذي ..نُسقى فيروينا
عطشى …….وإنّ عيونَ الماء تُنكرنا
والأرضُ تزفرُ قد ….ضاقت روابينا
كُلّي جراحٌ وفوقَ …الجُرحِ مملحةٌ
من ذا بمثل جراحي …صاح ناعينا
إنّي العراقُ عرينُ.. الّليثِ من أزلٍ
كفٌّ تلاوي وكفٌ ……..تُهدِ نسرينا
جالدتُ صبرًا أيادٍ ….مزّقتْ مُدني
عبر العصورِ فلا…….. دمعٌ يواسينا
حتى رقدتُ على جرحي أضمّدهُ
علّي أرى في المدى ….فألاً يُعزّينا
ياغربة شتتت ……….جيلًا بأكملهِ
عجفاء غرثى ….فما تغني قوافينا
لا يُغنِ شعرٌ إذا …..ما أزمةٌ أزِفَتْ
كلّا وليتَ …….بديعُ الشعر يُغنينا
لكنّها في ضمير …….الجيل مأثرةٌ
كانت تراثًا تناهى ……..في أيادينا
يا سادةَ العصر ..أشباحٌ بلا جسدٍ
أحياء أموات ….بل كنتم جثامينا
لا يُكسرُ القيدُ …حتّى تشتكي ألمًا
تلكَ المعاصمُ أو نُمسي مجانينا
ما بين مقصلة ….الجلّاد والكفنِ
عمرٌ أذابَ ألوفاً ………بل ملايينا
كُفّي دموعًا جياعُ الشعب وانتفضي
هيّا أعيدي إلى …الأذهان تشرينا
هذي البلادُ ..جراحاتٌ ستندملُ
لا بدّ بادٍ ضياءُ …….الصبحِ آمينا
نجم الركابي

تعليقات
إرسال تعليق