محمد احمد صلاح // وجاء الموت يذكرني
وجاء الموت يذكرني
قَدْ جَاءَ اَلْمَوْتُ يُذَكِّرُنِي بِأَنِّي مَازِلْتُ وَحِيدًا
أُسَافِرُ أَرْجَاءُ اَلْكَلِمَاتِ لَأَجْمَعَ أَفْرَاحِي بَعِيدًا
وَأُفَتِّشُ أَرْوِقَةً اَلدَّهَرَعْنْ حُلْم أُضَحِّيَ طَرِيدًا
كُم كُنْتُ بِلَا هَدَفٍ أَسْعَى بِحَيَاتِي يَظَلّ غَرِيبًا
أَقْتَرِبُ لِقَائِي جَمْعَ أَغْرَاضِكَ أَصْبَحَتْ غَرِيقًا
أَبْكَانِي اَلْقَدَرُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا سَهْمٌ بِالصَّدْرِ مُمِيتًا
يُلَمْلِمُ صُدَفَ اَلْأَوْجَاعِ دَمَعَاتِ مَجْرَاهَا عَمِيقًا
تَسْكُنُ آلَافَ اَلطَّعَنَاتِ خَنَاجِرَ فِي دُبُرِي رَفِيقًا
وَالْمَوْتُ يُذَكِّرُنِي بِسَفِينَةِ دَقَّاتي مَرْسَاهَا قَرِيبًا
تَسْأَلُنِي اَلْأَقْدَارُ بِلَا زَيْفٍ تُبْصِرُ وَجْهِي حَزِينًا
أَيْ اَلْأَفْرَاحِ هُنَا تَبْحَثُ عَنْهَا وَالْأَوْجَاعِ سَبِيلاً
اَلْمَوْتَ يَمْضِي بِلَا خَجَلٍ يُبْصِرُ وُجْهَتَكَ كَثِيرًا
أَحْلَامَكَ لَنْ تَبْقَ حَتَّى تَسْكُنَهَا وَالْمَوْتِ رَفِيقًا
دَقَّتْ سَاعَةَ اَلرَّحِيلِ فَقَطَعَتْ أَنْفَاسُكَ بَتَّ قَتِيلاً
أطْيَافَ اَلْمَاضِي تَظَلُّ مُسَافِرَةُ أَسْرَابِ جَهُولاً
وَالْبَاكِي دَهْرًا ظِل بِلَا فَرِحًا وَالْمَوْتُ فِيهِ قَرِينًا
أَيْ اَلْأَحْزَانِ هُنَا أَبْكِي وَالذَّنْبُ عُلْيَا بَاتَ ثَقِيلاً
فَشِلَتْ أَطْرَافُ اَلْكَلِمَاتِ لِتَغْدُوَ دَمَعَاتِي عَوِيلاً
أُمْضِي وَالْمَجْهُولُ لَا أَبْصَرَ أَيَّ اَلْأَقْدَارِ رَفِيقًا
هَلْ بِالْمَوْتِ سَيَقْطَعُ وَرْدِيٌّ أَمْ لِلذَّنْبِ طَرِيقًا ؟
فَأَدْرَكَتْ أَنَّ اَلْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ دَهْرًا فِيهِ سَجِينًا
وَأَنَّ اَلْأَفْرَاحَ بِلَا وَجَعًا دَمْعُ ظِلِّ بِنَعْيِي شَهِيدًا
فَأَعْلَنَ أَنِّي لِبُكَائِي بَيْنَ دُرُوبِ اَلْمَجْهُولِ رَفِيقًا
بقلمي /// محمد احمد صالح

تعليقات
إرسال تعليق