عبدالمجيد بشير الرقيعي // هذا الرحيل
قصيدة (عراقية)
هَـذا الرَّحيـــلُ يَشُـدُّنِــــي بِوَثَـــاقِ
تَبِـعَ الهَـوى بعضِـي و بعضِــيَ بَـاقِِ
أشْتَـاقُهَـــا ليلــى و قَـد ذابَـتْ رؤى
و علـى يَدي شَـاخَتْ دموعُ مَـآقِـي
و علـى كِتَـابِ العَـاشقيــنَ خَطَـتُــهُ
اسْمِـي و ليْ فِـي العاشقينَ رِوَاقِـي
صُـوَرّ هُنَـا مَحفُـــورةٌ فِــي مَـوضِـعِِ
فِـي الْقَـلْـبِ تَـاريـــخٌ بِخَـطِّ فِـــراقِ
و أنَـا مُؤَجَّلَــــةٌ جَميــــعُ مَواعِـــدي
و الصمتُ مَفْطُــورٌ على اسْتِنْطَاقِـي
أمْضِــي مُـؤَجَّـلَـةٌ علَـى وَتَـرِي لُحُــو
نِـي و الغَدُ المَسْفُـوحُ فِـي أشواقِــي
سَأَظلُّ مَصلُوبََــا عَلَــى كُتُبِ الهَــوى
و تُدينُنِــــي بِصَبَابَتِــــي أوْراقِــــــي
إنِّــي سَبَقْتُ جَمِيعَ مَنْ عَرَفُوا الهَـوى
مازلتُ أسْبِـقُ فِــي الهَـوى بسِباقِـــي
قَـدْ زِدْتُ عَنْهُـــمُ أنَّنِــي تَمَّمْــتُ أخْـــ
ـــلاقَ الذيـنَ مَضَــوا إلَــى أخْـلاقِـــي
مَسْبُوكَـــةُُ مَحْبُـوكَـــةُُ فِـــي خَدِّهَـــا
نَضجَــتْ جَميـــــعُ مَواسِـــــمِ الدُّراقِ
وَمِـنَ العِـرَاقِيَّـــاتِ أفْــــدِي حُسْنَهَــــا
وَ لَهَــا الحُــرُوفُ تُطِيـــلُ مِـنْ أعْنَـــاقِ
مِـنْ سِحـرِ بابِـلَ مِـنْ هَـوَى بَغْدادَ مِـنْ
نفَحَــــاتِ دجلَــــةَ سِيــــرَةُ الأحــداقِ
أنْفَقْـتُ فِيهَــــا جُــلَّ جُــلَّ قَصَــائِــدي
و جَعَلْـتُ جُــلَّ العُمْــرِ مِــنْ إنْفَـاقِــــي
مَـا كُنْـتُ أرجُــو فِــي الغَــرام تلاقِيََـــا
بَعــضُ الهَــــوى لا يَحتَفِـــــي بِتَــــلاقِ
أُعلِــــــي مِسَلَّاتِــــــي لهَـــــا مَلَكُُ أتَـتْ
تهْــدي الـوَرَى مِـنْ فَـوقِ سَبْــعِ طِبَــاقِ
تهْــدي لِدِيــنِ الحُــبِّ عَبْــــدَ ضَلالِـــــهِ
لعَــنَ الهَــــوَى و مصَـــــارعَ العُشَّـــــاقِ
عَانقْتُهَــــــا _ لَــوْ أنَّنِـــــي عَانقْتُهَــــا _
بِتَوَلُّــــــهِِ فِــــــيْ ثَــــــورَةِ الأشْـــــوَاقِ
راقَصْتُهَـــــا _ لَــوْ أنَّنـِـــي راقَصْتُهَــــا _
رقْصََـــا يَسُـــوقُ الشَّمْـــسَ كُـلَّ مَسَــاقِ
رافَقْتُهَــــــا _ لَــوْ أنَّنِـــــي رافَقْتُهَــــــا _
لأَرَى أسَـاطِيـــــرَ الغَـــــرامِ رِفَـاقِــــــــي
الشِّعـــــرُ يَـــا هَــــــذا عِـراقِيََّــــــا بَــــدا
و كَذلكُـــــمْ إنَّ الجَمَـــــالَ عِـــراقِـــــــي
وَجَعِـــي علــى وَجَـــعِ العِـــراق مُـعَـتَّـقٌ
سَفَــرِي نَديـمِـــي و الجِـراحُ السَّـــاقِـــي
حُــــزْنُ العِـــــراقِ مُـمَــــدَّدٌ كَـفُــرَاتِـــــه
و علَــــى كُهُولَــــــةِ مائِــــــهِ الرَّقْـــــراقِ
حُـزْنُ العِــراقِ و طَـعـنَــــةٌ فِـــي ظَـهْــرِهِ
حَـتَّــــى (بُـروتُـــسْ) بالطِّـعَـــــانِ مُــلَاقِ
العَـيــــنُ يَـا بنْــتَ الـــرَّدى بِعُـيُـونِـهـــــمْ
و السَّــــاقُ يَــا أخْــتَ الأسَـــى بِـالسَّــاقِ
بغْــدادُ فِـــي مَـرمَـــــى التَّـتَــــار و هَــذِهِ
مَــأسَــاتُـنَـــــــا فـــــي سِيــــــرة الـــوَرَّاقِ
صَـمْــتُ العِـــراق مُــدوِّيــــا إنِّــــي هُـنَـــا
ضَـرَبَـتْ جُـــذُوري فِـــي دِمَـــا عُشَّــاقِــي
و بأنَّـنَــا مَـنْ لَـمْ يَخُـونُــــوا المَـجْــدَ مَـنْ
عاشُـــوا و مَــنْ مَـاتُـــوا علـــى المِـيثَــاقِ
* * *
عبدالمجيد الرقيعي .

تعليقات
إرسال تعليق