يوميات نص يوم // مجد نعيم عبدالجليل
#يوميّات_نص_يوم
يوميّات نص يوم
"لكل ضوء يتوسط وجهي تكمن حقيقة في وصف الاشياء للأشياء... كيف يصبح لها معنى مختلف عندما اوصفها بكِ... اذ انك انعكاس لكل شيء على جماله... بحيث إنه لم يكن جميلاً على الاصل والصورة... الا حينما يقترن بكِ وصفا محسوسا ومرئيا... كوجهي حينما انظر في مرآتي... أرى وجهك في تفاصيل مساماتي ... فما الذي يمكنُ أن اجدَهُ في صورة الحياة بكِ لشاعر مثلي في قصائد على كنه امرأة...
تزهر على شرفة النافذة كل مساء... حين لا الليل ليل .. إلا في رحيق مؤقت في رسائل مروعة...بالحنين ...
حين اقصد بالترويع في اشتياق لحظي لذلك العطر... فتلك عادة الشعراء حين يجلسون في ركن الزاوية من ذاكرتهم التي لا يبقى فيها سوى اسمك الذي يرتسم في خطوط سوداء تحت العينِ... وتلك عادتي حين القي قصيدة في جوف وردة... كي ترتشف الدمع... في كل مرة انظر فيها لنفسي اليك... في ظل من زجاج... يغمر شذاكِ ملء النافذة... وأنا الآن
إني لأعزف صوت ضجيجك الصامت
تحت هذا الركام...
وأرى ضوء وجهك الخافت الوهاج في عيني...
يلونني بالرماد
بريشة من سهاد
تطول رقصتها
على وتر صمتك الصاخب
راجياً اياك
أن تمضي بكِ لي
وتبحري في اللحن
الى أن القانا نحن
ومعك حقائب صوتي في الكلام
وبعض من حنين عيونك
على مرسى عيوني
يحط رحاله...
لأنام...
وأعود في تلك اللحظة ...التي أتمثّل فيها أمامك ...
عبر تلك الهالة التي ترتقي بي إلى مقامك ...
أتذكر كل ما دار بيننا من حديث مؤقت ... من حنين كلامك ...
وأنا أنظر إلى مسرح الأوبرا الذي يتبلور في تلك السماء السوداء...كان الغمام ينذر بالصور ... ولم أدرك أني في خطر
واللحن ... والكلمات ... في سرعة تتجلى ...وعلى مسامعي تنهمر ...عن تلك الأيام ...عن تلك الساعات ...عن تلك الثواني ... في أول البدايات التي ما زلت أسمع صوتكِ فيها ...التي ما زلت أرددها ...التي ما زلت أغنيها ...وأنتِ التي كنتِ تقولين ... بين اشتياقي واحتراقي فيكِ من حين لحين ... :
يا أيها الذي في وجهه تطيب الحياة ...
وفيك يصفو الفؤاد ويحلو النظر
كن لي بروحي ملء النفس وملء الذات ...
وملء العين وملء البصر ...
ولم يحصل أن رأيتك هكذا من قبل
منذ أن رايتك على قارعة الحلم
والمدينة لم تعد مدينتي
ولا الشوارع شوارعي
ولا الأرصفة أرصفتي
ولا الجدران جدراني
أكتب فيها صمتي
من أجيج نيراني
وألملم صوتكِ
من الطرقات
من البيوت
من الشرفات
وأزرعه حديقة
بين أنفاس روحي العتيقة
لا حبيبة ... لا صديقة ... لا عشيقة
بل حياة عشتها معكِ ...
بكل طريقة ...
أشواكها ترياق
تشبّعتُ زلاله
برزنامة الوقت العصية
العالقة بأيدينا سوية
لكن لسببٍ ما يمر الوقت في المنفى
تحت جنح الغسق ...
وأمزق اليوم إلى نصفين
نصف من سهاد ... ونصف من أرق ...
ولتسمعين صراخي يدوي بالأفق ...
أما آن لتلك الريح أن أدميها ...
أن أقتلها ... أن أنفيها ...
عن ذاك الحدق ...
ولتذهب بعيداً عن عينيكِ ...
فأنا ... كل ما فيها ...
لذا ...
سأنغلق ...
علي وعليكِ حتى نتسق ...
إما أن تسكني قراري ...
وإما في لهيبكِ ... أحترق ..."
عراب القصيدة مجد الدين شاعر وكاتب فلسطيني

تعليقات
إرسال تعليق