حسن الصباغ الكعبي // هل يستوي الداران
( هـل تـسـتـوي الـداران ...؟ )
***
عـالـجـتُ أوراقــي بـبـعــض مــدادي
وظـنـنـتُ أنـّـــي سـاحـرٌ الإنـشـادِ
قـيَـمٌ جـَمـعـْتُ خـيـوطـهـا مـن هـهُـنـا
وهـنـاكَ حـيـثُ ربـطـتـهـا بـعـنـادي
وصَـنـعـتُ مــن كــلَّ الـخـرائـط مـسـرحـا ً
قـــد بــــاتَ فــــي وادٍ وبــتُّ بــوادِ
أنـتـجـتُ فـلـمـا ً فــــي الـحـيـاة مـدبـلـجـا ً
وتـعــبـتُ فــي الأخــراجِ والأعــدادِ
أدْعـــوا الـنـيـامَ لكـيْ يـلـبـّوا دعــوتــي
وأحـثـُّـهــمْ لـيُـصــدِّقـــوا إلـْـحــادي
مَـثـَّـلـْـتُ أدوارا ً وراءَ ســـتـــائــــري
بـطـريـقـةٍ صـعـُبَـتْ عــلــى الــروّادِ
لا أطَـْمَـئِـنُّ إلـى هــوىً وبـسـاحـتـي
بـيـضُ الــثــيــابِ مـشـوبـة ٌبــسـوادِ
وَمَـشـيـتُ فــي طـُـرُقـاتـِهـا مُـتـرَنــحــا ً
َوبــنــيْــتُ بـنـيـانـي بـغـيـر عــمــادِ
وسَـئــمْــتُ تــاريــخــا ًيُـسـبـّـَبُ زيـفـُهُ
إحْــمــاءَ لأئــمــتـي عـلـى أجــدادي
وإذا جــرى سَــهــوٌ وأُســقـِـطَ واحــدٌ
أوْكـَـلـْـتُ فــيــهِ مـــــروءة َ الـجــلاّدِ
***
أصْـغـَـتْ لـَهْـمـهـَمـةِ الـريـاح ِمَــراكـبـي
فــي ســاحـلٍ ٍلـتَـزاحُـمِ الأَضْـدادَ
لأعـيـشَ فــي حـُلـُـمٍ ٍمــضــىً وكـأنَّـنـي
تـوّا ًظـفـرتُ بـغـايـتـي ومـرادي
والـنـاسُ فـي كـلَّ الـعـصـورِ مـشـاربٌ
فـيـهـا تـغـِصُّ مـحـابــرُ الـُـورّادِ
يَـسـعـَـوْنَ فـي أعـلاءِ شـأنِ صَـغـيـرهـمْ
إنْ كـانَ كــارثـة ًعـلـى الأمـجـادِ
زيـدٌ وعـمـروٌ واقـفـانِ عـلـى الـمـدى
لـتَـرصِّـدِ الأحــــــزان ِ والأعـيـادِ
والـكـلُّ آتٍ كَــــــيْ يُـحــرّكَ سـاكـنـا ً
وأمـامَـهُ صَــنــَمٌ عَـلـيـهِ يـنـادي
ودَخـلـتُ فـي الـظـُلـُمـاتِ ألـتَـمـسُ الـهـدى
وأخافُ مـنْ يـسعـى إلى إفـسادي
لأَرى انـتـمـاءاتـي تـبُـيـحُ هـزائـمـي
والـرأيُ يـنـقـُصـهُ كـثـيـرُ سَـدادِ
بِـصـيـاحِ ديـكٍ نـاشــز ٍطـَفـَحـَتْ بـه
كـتـبُ الـهـوى ووقـاحـةُ الأَسـنـادِ
***
هـَــلْ تـسـتــوي دارانِ دارُ مـحـبـةٍ
خـضـراءَ أوْ دارٌ لآلِ زيـــادِ ,,,؟
والـشـئُ يُـفـصـحُ لــونـُـهُ عـمـّا بـهِ
والـوردُ لـيـسَ بـضـاعـةَ الـحـدّادِ
والـّـداءُ فــــــــيَّ مـخـبـأ ٌوبـجـنـبـهِ
خـُلِـقَ الـدواءُ بـسـاعـة ِالـمـيـلادِ
فـمـضـيـتُ مـنـطـويـا ًورُبَّ مـتـاهـةٍ
كـانـتْ لـصـاحـبـِهـا طـريـقَ رشـادِ
وإذا بـمـنْ أعــدَدُّتـُّهـمْ لِـــولايَــتـي
قـــــرأوا عـلـيَّ مـسـيـرةَ الـسـجـادِ
سـمـحـاءَ صـافـيـةَ الـجـنـابِ فـصـُولـُهـا
وبـذلـك إهـتـصَرتْ غـُصونَ ودادي
فـصَـحَـوْتُ أضـرب راحـتـيَّ كـأنـَّنـي
ألـفـَيـْتُ مـا ضـيَّـعـتُ تـحتَ وسـادي
وَوَقـَفـْتُ إذ عَـقـَدَ الـغـرامُ لـواءَهُ
مـــــا بـيـنَ دَفـَّـتـِهـا وبـيـنَ فـُـؤادي
هـيـْمـانَ مـُلـْتـهــبَ الـمـنـافِـذ سـاهـمـا ً
حـَتـّى انـثـنـيـتُ بـعــدَّتـي وَعـتـادي
وعـرفـتُ أنَّ وراءَهـا رجـلُ بـهِ
مــــا أبــقـَـتْ الأجـــدادُ لـلأحــفــادِ
*** جَـمَـعَ الـشـتـاتَ لـبـعـضِـهـا وتـجـمـعـتْ
فـــــي قـلـبـهِ لـلـحـادثــاتِ أيـــادِ
قـد شَــدَّ أبــوابَ الـقـلـوبِ مـجـاهـدا ً
ويــداهُ مـثـقــلـتـــانِ بـالأصــفـادِ
لـَوْ حــلَّ مـا قـد حَـلَّ فـيـهِ بـغـيـرهِ
مِـمـّا سَـمـا أَلـمـا ًعـلى الـمُـعـتـادِ
لـكـفـاهُ مُـعـجـزة ًيـنـوءُ بَـحْـمـلِـهـا
لـلـنـاسِ مـن جُـنـدٍ ومِـنْ قـُوّادِ
فـَطـوى الـسـنـيـنَ الـحـالـكـاتِ ولـيـلـهـا
وسَـعـى تـُقـىً لـسـلامـةِ الـمـيـعـادِ
والـمـبـغـضوهُ عـلـى الـرمـال خـطـوطـهـم
وخـطـوطـه نـقـشتْ عـلـى الأكـبـادِ
زيــنٌ لـكــلِّ الــعــابــديــنَ وسـيـّدٌ
لـلـسـاجـديـن وَقـُدوَة ُالــمُــرتــادِ
يـبـكـي فـَيـورقُ دَمْـعـُهُ شَـجَـنـا ًعـلـى
شَـجـَن ٍ لـيـبـعَـثَ غـيـرة َالـعـُبــّادِ
مـا إن أهـَّمَّ بـمـأكــل ٍأو مـشـربٍ
إلاّ وصَــبَّ دمــوعــه فـي الــزادِ
أبـكـيـهِ أمْ أُطـريـهِ أمْ أرثـي لـهُ
أمْ أتـــــركُ الــَصـبـَـواتِ لـلـنـُقـّـادِ
أوَصَـيْــتُ نـفـسـي أن تـؤوبَ وتـرتـَمـي
عـنـدَ الـســُفــوحِ لـهـذهِ الأَطَـْوادِ
فَـتَـثَـاقـَلـَتْ لـعـظـيـم ِ مـا حـمـَّلـتـُهـا
ورأيـتُ أن أوصـي بـهـا أولادي
***
حسن الصباغ الكعبي
شاعر العراق

تعليقات
إرسال تعليق