فض المختوم // مصباح الدين صلاح الدين اديبايو

 فضُّ المختومِ

في معارضةِ

معلّقة عمرو بن مكثوم


 *يقول الشاعر:* 


أَلاَ هُبِّي بِصَحنِكِ فَاصبَحِينَا

           وَلاَ تُبقِي خُمُورَ الْأَندَرِينَا


أَبَا هِندٍ فَلاَ تَعجَل عَلَينَا

              وَأَنظِرنَا نُخَبِّركَ الْيَقِينَا


بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضًا

         وَنُصدِرُهُنَّ حُمرًا قَد رَوِينَا


إِذَا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ

           تَخِرُّ لَهُ الْجَبَابِرُ سَاجِدِينَا.

                   

 *قلتُ معارضًا:* 


أَ تُوقِظُ رَوعَةَ الْكَلِمَاتِ فِينَا

            قُلُوبٌ بِالْبُكَاءِ غَدَا رَهِينَا؟


رَأيتُ الشِّعرَ تَأكُلُهُ الْحُرُوفُ

        كَمَا أَكَلَت ذِهِ الْأَرضُ الدَّفِينَا


دَخَلتُ عَرِينَ أَشعَارِي وَفِيهَا

       مَعَانٍ، تُؤرِثُ الصَّحرَاءَ طِينَا


لَبِسنَا الْحَرفَ ثُمَّ الشِّعرَ ثوبًا

              حَرَامٌ خَلعُهُ مُتَشَاعِرِينَا


كأنّا -وَالْحُرُوفُ بِنَا استَقَامَت-

        شَرِبنَا حُسنَ شِعرِ الْمُبدِعِينَا


جَلَسنَا نُشرِبُ الْأَقلاَمَ حِبرًا

            وَنُطعِمُهَا الرَّوَائِعَ قَائِمِينَا


فَأَلفُ قَصِيدَةٍ كُنَّا غَرَسنَا

       سَنَحصُدُهُنَّ بِاسمِ الْمُفلِقِينَا


سَنُخرِجُ مِن بُطُونِ الْحُبِّ طِفلاً

       وَنَروِي عِندَ مَا يَصبُو مُتُونَا


"إِذَا بَلَغَ الْفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ"

            تَعَلَّقَ قَلبَُهُ الْأَشوَاقَُ لِينَا


هُنَا صَيَّرتُ مَا بِيَ مِن هُيَامٍ

          مَتَاعًا، لاَ أَبِيعُ بِهِ الْجُفُونَا


كَذَبنَا لِلْمَحَبَّةِ حِينَ ذُقنَا

            وَحَاشَا لِلْمَحَبَّةِ أَن تَمِينَا


نَبَذتُ عَصَا انفِعَالِي فِي وَرَائِي

    فَأَنجَبَ ظِلُّهَا لِي (الْأُكسِجِينَا)


سَيَسقُطُ جَوهَرٌ مِمَّا كَتَبنَا

           إِذَا هَزَّتهُ أَيدِي الْقَارِئِينَا


فَشُدُّواْ لِلغَدِ الْآتِي وَثَاقًا

           فَقَد يَأتِي بِمَا لاَ تَعلَمُونَا


شعر:

مصباح الدين

صلاح الدين أديبايو

نمير الشعر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تامر مصطفى // طول الهجر

عدنان الأزرق // حياة رجال الوعي

نور مرسلا // أسيل التميمي